لاَ تَكْنِزُوا لَكُمْ كُنُوزاً عَلَى الأَرْضِ حَيْثُ
يُفْسِدُ السُّوسُ وَالصَّدَأُ وَحَيْثُ يَنْقُبُ السَّارِقُونَ وَيَسْرِقُونَ
بَلِ اكْنِزُوا لَكُمْ كُنُوزاً فِي السَّمَاءِ حَيْثُ لاَ يُفْسِدُ سُوسٌ وَلاَ
صَدَأٌ وَحَيْثُ لاَ يَنْقُبُ سَارِقُونَ وَلاَ يَسْرِقُونَ لأَنَّهُ حَيْثُ
يَكُونُ كَنْزُكَ هُنَاكَ يَكُونُ قَلْبُكَ أَيْضاً يوحنا 6 : 19 ـ 21
يكنز أهل العالم كنوزاً على الأرض، لتأمين حاضرهم
ومستقبلهم، ولكنهم يكنزون البائد وينسون الباقي. ولعل مثَل الغني الغبي يشرح تصرف أهل
العالم قصيري النظر أبلغ شرح، فقد كثرت غلاته، فقرر أن يهدم مخازنه القديمة ليبني
أكبر وأوسع منها، ثم قال : «أَقُولُ لِنَفْسِي : يَا نَفْسُ لَكِ خَيْرَاتٌ
كَثِيرَةٌ مَوْضُوعَةٌ لِسِنِينَ كَثِيرَةٍ. اِسْتَرِيحِي وَكُلِي وَاشْرَبِي
وَافْرَحِي». فَقَالَ لَهُ اللهُ : «يَا غَبِيُّ هَذِهِ اللَّيْلَةَ تُطْلَبُ
نَفْسُكَ مِنْكَ، فَهَذِهِ الَّتِي أَعْدَدْتَهَا لِمَنْ تَكُونُ؟». وعلَّق المسيح
على المثل بالقول : «هَكَذَا الَّذِي يَكْنِزُ لِنَفْسِهِ وَلَيْسَ هُوَ غَنِيّاً
لِلَّهِ» (لوقا 12 : 19-21). ولا شك أن المسيح لم يقصد أن يدين الحصول على الثروة،
لكنه يدين اكتنازها ووضعها في المقام الأول. لقد كان إبراهيم أب المؤمنين
غنياً،والمشكلة ليست في المال، لكنها في محبة المال، التي هي «أَصْلٌ لِكُلِّ
الشُّرُورِ، الَّذِي إِذِ ابْتَغَاهُ قَوْمٌ ضَلُّوا عَنِ الإِيمَانِ، وَطَعَنُوا
أَنْفُسَهُمْ بِأَوْجَاعٍ كَثِيرَةٍ» (1تيموثاوس 6 : 10). مكان الاستثمار فِي
السَّمَاءِ في آية 20عندما يتعلَّق قلب المؤمن بالسماويات حيث نجد المكافأة على كل
عمل صالح و ثمر الاستثمار في آية 21 فِي السَّمَاءِ ويكون كنزهم في الارتقاء
بشخصياتهم الروحية، فيتضاءل اهتمامهم بأمور العالم الفانية، ويزيد اهتمامهم
بالسماويات، لأن كنزهم هناك. وكلما اتَّجه فكرهم للسماء قلَّت قيمة هذا العالم في
نظرهم، فيوصفون بالقول "نَاظِرِينَ إِلَى رَئِيسِ الإِيمَانِ وَمُكَمِّلِهِ
يَسُوعَ "عب 12 : 2
هل انت
ممن يتطلعون الي السماء ام مازلت تفكر في الارضيات ...... ؟
0 Comments:
إرسال تعليق