في 1بطرس1: 1، 2 نقرأ عن أقانيم اللاهوت الثلاثة: الآب والابن
والروح القدس. وكلمات الرسول بطرس في فاتحة رسالته، تحدثنا أن
الآب هو الذي اختار، وهذا تم في الأزل، وأن المسيح هو الذي سفك
دمه متكلفًا الكُلفة الباهظة، وهذا تم في ملء الزمان، وأن الروح القدس
هو الذي يتمم العمل في داخل النفس عند تغييرها.
شبّهها أحدهم بمشروع، أراد رجل عظيم أن يعمله لخدمة البلد، فرأى
قطعة أرض كبيرة كانت مصدرًا للأوبئة والأمراض، ففكَّر في أن
يستغلها في عمل مشروع ضخم، يعود بالنفع الجزيل على المواطنين،
فذهب إلى أحد المصارف الكُبرى لتمّول له هذا المشروع، وعَهَد به
إلى أحد بيوت الخبرة لتقوم بالتنفيذ. وتحولت الأرض الضارة
والمُزعجة إلى مشروع حيوي ونافع. وهكذا معنا، فلقد كنا مصدر
شرور لا تُحصى، لكن الله اختارنا منذ البدء للخلاص. وتولى الرب
يسوع المسيح الكُلفة الباهظة، والتي لم تكن فضة أو ذهب، بل بدمه
الكريم غسَّلنا وافتدانا، وأما الذي قام فعلاً بالتنفيذ فينا هو الروح القدس.
ويمكننا القول بلغة المَثَل الذي ذكره ربنا في لوقا14، مَثَل العشاء
العظيم، إننا في الإنسان المدعو للوليمة نرى صورة لله الآب، لكن
بدون المسيح، ما كانت هناك ذبائح ولا مُسمّنات، وبالتالي ما كانت
هناك وليمة على الإطلاق، ثم بدون الروح القدس ما كان هناك
مدعوون. فالمُسمَّنات التي ذُبحت، تمثّل لنا المسيح الذي بذل نفسه
على الصليب.والعبد الذي ألزم المدعوين بالدخول يمثِّل الروح القدس.
وبالتالي أنه إذا كان الروح القدس يُحيي الخاطئ الذي يتجاوب مع
الكلمة، لكنه أيضًا يجاهد مع كل البشر. وإن كان هو يقدس الشخص
الذي يخضع لعمله فيه، فإنه يدعو كل النفوس، موجهًا الدعوة الحارة
والمُخلصة لهم. لكن أرجو أن تلاحظ هذين الأمرين:
أولاً: أن هذا التعامل وهذا الجهاد وتلك الدعوة الحارة المُخلصة، لن
تستمر إلى الأبد. فلقد قال الله: «لا يدين (لا يجاهد) روحي في الإنسان
إلى الأبد» ( تك 6: 3 ). فإن لأناة الله نهاية.
والأمر الثاني هو: «كم عقابًا أشرّ تظنون أنه يُحسب مُستحقًا مَنْ ...
ازدرى بروح النعمة» ( عب 10: 29 ).
أخي / أختي .. هل ستستمر تؤجل توبتك .. ؟ ماذا عن أبديتك .. ؟
0 Comments:
إرسال تعليق